إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا

الانحراف في فهم السنة


ضوابط فهم السنة والإستدلال بها





شروط الاستدلال بالسنة و ضوابطه:

1- صحة الدليل : لأن الأحاديث منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف  وجب قطعا ثبوت سندها إلي الرسول عليه الصلاة والسلام.

2- صحة الاستدلال : كما هو الحال في القرآن الكريم  وجب على المستدل بالسنة أن يثبت دلالته عن الحكم .
هناك جملة من الضوابط التي يعتبرها أهل الاختصاص مبادئ أساسية ينبغي أن يلتزم بها الفقيه ومن أهم تلك الضوابط ما يلي:

- أن يستوثق من ثبوت السنة وصحتها حسب الموازين العلمية الدقيقة: كصحة السند والمتن وشروطه.- أن تجمع الأحاديث الواردة في الموضوع الواحد: وهذا شرط لازم لفهم السنة فهما صحيحا.
- حسن فهم النص النبوي وفق دلالات اللغة العربية: أي لابد من إتقان اللغة العربية وعلومها لكي يسهل التمييز بين صريح الكلام وظاهره وحقيقته ومجازه، ومنطوقه ومفهومه...- التفريق بين ما كان من السنة تشريعا وما ليس بتشريع وما له صفة العموم وما له صفة الخصوص: أي لابد من معرفة المناسبات التي قيلت فيها، فقد تكون صادرة من الرسول على سبيل التبليغ، أو سبيل الإمامة، أو سبيل القضاء،
- التمييز بين الوسائل المتغيرة والمقاصد الثابتة: أي عدم التركيز على الوسائل باعتبارها مقصودة في ذاتها، في حين أنها تتغير من عصر إلى عصر ومن بيئة على بيئة، ومن ذلك مثلا تعيين السواك لطهارة الفم.- فهم السنة في ضوء القرآن: لا يتصور عقلا أن توجد سنة صحيحة ثابتة تعارض محكم القرآن، لأن السنة قد تكون غير صحيحة، أو يكون فهمنا لها عير صحيح، أو يكون التعارض ظاهريا. ويحرم على كل مسلم غير مختص أن يرد حديثا صحيحا بدعوى معارضته للقرآن بناء على ما توهم من معنى



الانحراف في فهم السنة

أسباب الفهم والإستدلال المنحرف بالسنة:
الناظر في أسباب انحرافها في أبواب الأسماء والصفات الإلهية ، والقدر ، والتعليل ، والأسماء والأحكام ، والوعد والوعيد ، والخلافة والصحابة ، والإمامة ، والصلاح والأصلح ، والحسن والقبيح ، ونحوها من مسائل النزاع التي وقعت في الأمة ، أو وقعت فيمن ينتسب إلى القبلة ، يرى أن تلك الأسباب ترجع إلى سببين رئيسين:
أحدهما : معارضة الوحي بغيره . والثاني : الخطأ في فهم الوحي .

أما الأول : فيتفرع منه ثلاثة أسباب :

أحدها : معارضة الوحي بما يظن أنه الأدلة العقلية القطعية التي لا يأتيها الباطل ، وقد حمل لواء هذه المعارضة الجهمية بطوائفها الثلاث : الجهمية الأولى ، والمعتزلة ، والأشعرية الكلابية ، وقد تولد منهم ما تولد من الآراء المنحرفة ، والأفكار المتردية المخالفة للحق والهدى في كثير من أبواب العلم ، في أسماء الله وصفاته ، وفي القضاء والقدر ، وفي الأسماء والأحكام ، لاسيما اسم الإيمان وما يدخله فيه .

الثاني : معارضة الوحي بما يظن أنه كشوف إلهية ، وإلهامات ربانية ، من الملكوت الأعلى ، ومـن أذواق يجدونها في نفوسهم وقلوبهم ، يعتقد أصحابها أنها من عند الله ، وأن الله خصهم بها من العلم اللدني ، كما خص الخضر بعلم لم يعلمه موسى _عليه السلام_ ، وأن لهم بها أن يخرجوا عن مقتضى الوحي الإلهي المنزل على محمد _صلى الله عليه وسلم_ ، كما وسع الخضر أن يخرج عن شريعة موسى ، وتحت هذا شعب كثيرة من الانحراف عن السنة لاسيما في الطرق الصوفية ، ولهذا صار التصوف من قرون مديدة ، مجمعاً لهذا الانحراف الخطير.

الثالث : معارضة الوحي بآراء الناس ، من أقوال الرؤساء والمتبوعين والمشايخ، ممن يُدّعى له العصمة ، أو ممن يعطى منصب الإمامة ، ويعارض كلام النبوة بقوله ، وعلى هذا يقوم أصل دين الرافضة ، وكثير منه في المتصوفة أيضاً ، ويوجد منه نصيب في أتباع المذاهب الفقهية المعتبرة من أهل التعصب المذهبي.

أما الثاني  : فيتفرع منه ثلاث أسباب أيضا :
أحدها : اعتماد ما ليس من الوحي ، ظنا أنه منه؛ كالأحاديث الضعيفة والموضوعة ، والإسرائيليات ، والقياس الضعيف ، وما يظن أنه إجماع وليس بإجماع .
الثاني : التقصير في جمـع نصوص الوحي في الباب ، فيُقتصر على بعضها دون بعض ، وقد تقرر في قواعد العلم أن المجتهد لا يعرف الفقه حتى يجمع ما في الباب من الأدلة ، فإنّ الوحي يبيّن بعضه بعضاً ، تفصيلاً لمجمل ، وتخصيصاً لعام ، وتقييداً لمطلق ونحو ذلك .
ومن هنا ضلّت القدرية والخوارج والمرجئة في أخذهم ببعض آي الكتاب دون بعض ، في الأبواب التي ضلّوا فيها ، وإن كانوا ينزعون أيضا إلى الاستدلال العقلي في مذاهبهم الباطلة .
الثالث : عدم التقيّد بهدي السلف في فهم الأدلة الشرعيّة ، أعني الأصول والقواعد الكليّة التي أجمعوا عليها ، والتي بها تلقّوا الدين ، وفهموه ، ذلك أنّ لهم منهجاً في إنزال الأدلة الشرعية منازلها الصحيحة ، وهو سبيل المؤمنين الذي أمر الله _تعالى_ باتباعه في الكتاب العزيز .
فهذه هي أهم أسباب انحراف من انحرف عن السنة في هذه المطالب الدينية العظيمة .