إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا



وظيفة الأدب الهادف


الأدب بما يعبر عنه من فنون الشعر و النثر هو ذلك الفن الذي يعبر عن حقيقة شعور الإنسان و طبيعة إحساسه سواء تجاه غيره أو تجاه الطبيعة بمختلف مظاهرها بحيث تحكمه عاطفة الأديب و يوجهه خياله، غير أن ذلك لا يمنع من كونهذا الأديب يستفيد من العلم و حقائقه في سبيل تعظيم هذا الاحساس و تقوية هذا الخيال لسبك صورته الفنية والجمالية فيصبح بهذا جامعا بين الإفادة والتأثير. و للأدب وظائف عديدة غير أن أهمها :

- الوظيفة التعليمية و التثقيفية : عبر مختلف مظاهر الأدب و صوره التعبيرية من كتاب و قصة و رواية و شعر و رسالة و مقالة و خطبة.... و غير ذلك من أصناف التعبير الأدبي المتنوعة و المتعددة التي تخوض في شتى المواضيع وتطرق باب مختلف العلوم والفنون من تاريخ و فلسفة و نقد.... وغير ذلك. فهي تؤدي مرة حقائق في العلوم والفلسفات و مرة حقائق تعينها العاطفة و تكسبها قوة و جمالا كما في التاريخ و النقد و تارة أحاسيس قوية تسند إلى حقائق الحياة فتبعث في العقول يقظة و في الخيال سموا و ذلك شان الروايات و القصائد و الخطابة و نحوها من فنون الأدب الهادف الجميل.
فدور الأدب دور تعليمي من خلال ما ينقله من أفكار و آراء و نظريات يتوخى فيها الصحة و الصدق و التزام الموضوعية والنهج القويم إلى القارئ و هي لا محالة نابعة من تجربة الأديب الحياتية و حمولاته الفكرية.

- الوظيفة الدينية : باعتبار أن الأدب أحد أهم وسائل النطق بالدعوة و الذود عنها و الساعي إلى نشرها بين الجماعات البشرية، و يستدل على ذلك بالقول أن الكتب المقدسة هي في الواقع لأمر نصوص تنبعث منها رائحة الأدب الرفيع و معجزات بيانية ولغوية لا تساوى، كما أن كثيرا من الرسل الكرام اعتمدوا في تبليغ رسالاتهم على الأدب لأنه يجمع بين الإفادة و التأثير بتوجهه إلى عقول الناس و عواطفهم من خلال ما يحملونه من أفكار و ما يعتقدونه من أراء.

- الوظيفة الإنسانية و الحضرية : باعتبار أن الأدب وسيلة مثلى لنقل تجارب البعض إلى الآخرين و تمكينهم من الاطلاع عليها و الاستفادة منها، فمن ركائز الأدب أنه يصور ما في نفس الإنسان من فكر و عواطف و ربما حوادث لها أهميتها و لها مغزاها ثم ينتقل كل هذا إلى نفس القارئ فيعينه على فهم الحياة و يوقد مشاعره السامية القوية و يوجه نفسه بذلك إلى الغايات الإنسانية النبيلة.

- الوظيفة التاريخية : وذلك باعتبار أن الأدب مرآة المجتمع و انعكاساته من خلال جميع الأحداث و الوقائع التي تمر بالأمة الإسلامية، فالأديب أحيانا يكون مؤرخا عكس المؤرخ فنادرا ما يكون أديبا في نقل التاريخ بحذافيره بطريقة علمية رصينة عكس الأديب الذي يستطيع الخلط بين الصورة الأدبية الهادفة و الملتزمة و بين نقل الوقائع التاريخية.