إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا

تعريف الدين على ضوء كتاب التوحيد في تطوه التاريخي التوحيد يمان للكاتبة ثريا منقوش

تعريف الدين :
     الدين له مجموعة من التعاريف فهو عند بعض العلماء المثاليين يعنى الإيمان بكائنات روحية لها  قوة فوق الطبيعة والإنسان، ويرى البعض الآخر أنه  هو الإيمان بإله غيبي وهذه الظاهرة نجدها عند اليهود والمسلمين، ويعني عند علماء اللغة العادة.
     كما أن العلماء لم يستطيعوا الجزم في حدود الدين فكل قوم أو شعب يراه من وجهته الخاصة، لكن الأهم هو أن الدين يتميز عند كل شعب بطقوس وتقاليد مميزة له عن باقي الشعوب الأخرى، و بالنسبة لأصل كلمة الدين فالملاحظ أن العلماء لم يجتمعوا على مفهوم واحد فهناك من ذكر أن الدين فارسي، وهناك من رأى أنه آرامي، لكن الأقرب إلى الصحيح هو ما ذكره البابليون حين قالوا أن الكلمة تعني القضاء لأن المسلمين دائما يقومون بأعمال صالحة ويؤمنون بالله  لكي يردوا له ولو جزءا من نعمته التي فضلها عليهم.
     ولقد قسم العلماء الأديان إلى أديان بدائية وعليا وقد وقعوا في تناقض خصوصا و أن الأديان البدائية تقوم على أساس الأساطير، وقد رأى المؤمنون بالأديان السماوية أنه يجب أن  توضع في مرتبة عليا لأنها تقوم على أحكام وتشريعات، أضف إلى ذلك أن للدين دور في حياة الإنسان لأن المعتقدات الدينية كانت مواكبة للظروف المستجدة في حياته، كما أن الدين كانت له مرتبة مهمة عند الناس باعتباره المعين الحقيقي لهم.
     وفي الأخير يمكن أن نخلص القول بأن الدين منذ بدايته تميز بسمات خاصة لأنه كان خليطا من الآلهة والكائنات الحقيقية والوهمية.. . وبعد ذلك أصبح هذا الخليط يتطور حسب الحضارة، وعندما تشكلت الدول أصبح لكل واحدة منها إله تقدسه وتعبده وبعدها أدركوا أي الشعوب التشابه الحاصل بين آلهتهم، كما أن الدين كان بعيدا كل البعد عن مسألة الضميروالعقيدة لأن الدافع المادي هو الذي كان يتحكم في ممارسة بعض القيم الأخلاقية.

تأثير البيئة في الدين:
     إن دين أهل الجبال يختلف عن دين سكان السهول والوديان وهكذا دواليك خصوصا وأن الدين كان يتطور بتطور أشكال المجتمعات الإنسانية، أضف إلى ذلك أن نظرة المجتمع الرعوي للحياة والكون تختلف عن نظرة المجتمع الزراعي ونفس الشيء نلمسه عند المجتمع الصناعي.
     ولقد قسم العلماء الأديان إلى عامة وقومية وقبلية اعتمادا على مجموعة من الظروف التي تؤثر في نمو الأفكار الدينية، ولقد صور الناس أديانهم حسب ما يريدونه في خيالهم خصوصا سكان الصحارى الذين رأوا في الله رب السموات والأرض الشيء الذي سيعوضهم عن ما عانوه في صحاريهم.
     ولقد لعبت السياسة دورا كبيرا في تطور الأديان فالمنتصر كان يفرض عبادة إلهه على الشعوب المغلوبة خصوصا وأن المتحكمين في السياسة كانوا هم الكهنة والكنيسة وتقلص دورهم عندما انفصلت السلطتين عن بعضهما، كما أن الإنسان في المرحلة العليا من تطور الأديان بدأ يقدس مفاهيم كالخير والشر بعد أن كان يعبد البرق أو الحيوانات وفيما بعد الكواكب الشمسية إلى أن أصبحوا يؤمنون بالواحد التجريدي الكلي الفعالية والذي جاء عبر مفهوم اللوغوس أو ما يعرف بالكلمة والتي مثلت مفتاح القضية الكبرى للإنسان خصوصا بعد أن تم فهمها فلسفيا بمساعدة الفلاسفة اليونان، فالدين من وجهة نظر المادية ممثل في الأنثروبولوجيا ومن هؤلاء نذكر  فيورباخ الذي يرى أن الدين شعر لأنه يظنه من نتاج الخيال وغيرها من الأقاويل.
     أما المادية الجدلية فقد انطلقت في تعريفها للدين من واقع الإنسان المادي لأن معرفة نشاط الناس الواقعي هو الذي يمكننا من معرفة الدين، ولهذا فهو يعيش على الأرض وليس العكس لأنه هو وعي الإنسان بذاته التي لم يجدها أو التي فقدها وبذلك يكون الدين هو النظرة العامة للعالم فهو أهم شيء فيه ولهذا لابد من فهم السماء انطلاقا من الأرض، فالإنسان هو الذي صنع الدين وليس العكس كما يعتقد المثاليون والغيبيون ولو أن الدين ولد في عصر جد سحيق إلا أن الإنسان هو مصدره والذي عبد في تلك الفترة بعض الحيوانات وكون منها إلها أصبح يقدسه لأنه اعتمد على تمثيلات بدائية مليئة بالأخطاء وهذا ما أكده ماركس.
     كما أن المادية التاريخية أكدت على أن الدين عند أتباعه هو الوعي بالذات الضائعة أو شعوره اتجاه ذاته التي لم يجدها أو التي فقدها ونأخذ على سبيل المثال نظرة الإنسان المتدين للحياة التي يراها فانية ويصور ما يريد أن يحققه في خياله.

     وفي الأخير نجد أن الكاتبة أكدت على أن الشعور الديني هو نتاج اجتماعي يخضع لسير التطور التاريخي، هذا علاوة على أن الدين جزء من هذا العالم الذي لا يمكن العيش بدونه لأنه قام بدوره اتجاه الإنسان خصوصا عندما كان مرتبطا بشروط وجوده وأدى دوره في الحضارة اليمنية وغيرها من الحضارات المتحضرة في تلك الفترة.