إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا

الإسلام والإنسان



أولا:
الإنسان : يختلف الإنسان عن الموجودات الأخرى بحرية الاختيار، يعني أن أفعاله تصدر عن تأمل وإرادة ولو بصورة نسبية. قال جل وعلا: (( إنا هديناه السبيل إما شاكرا أو كفورا )) الإنسان 29. وقوله تعالي (( اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير )) فصلت 40. 

ثانيا :
ويعتبر الإنسان إلى حد كبير متأثرا بالطبيعة وبالموجودات المحيطة به، ثم انه موجود اجتماعي يتفاعل تلقائيا مع بني نوعه إلي أقصي الحدود. قال جل وعلا في سورة الأعراف: (( ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون )) الأعراف 10 ،.ولقوله تعالي (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم )) الحجرات 13 ،وقوله تعالي (( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا )) الفرقان 40.

ثالثا:
الإنسان أساسا مخلوق لله، خالق الكون والحياة وبما لهذه العلاقة من أبعاد وتأثيرات على الإنسان وعلي علاقاته كلها ، يقول تعالي (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وانا أول المسلمين ) الأنعام 161 ، 162.. وقوله تعالي (( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ). وقوله تعالي ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) الإنسان 2.

هذه الجوانب الثلاثة هي أهم فصول كتاب الإنسان ، وهي الركائز الأصيلة التي خلقت في طينته لكي تنمو بسعي وجهد فيه للتنمية المتكاملة بحيث لا ينمو جانب من وجود الإنسان علي حساب جانب آخر ، وكل ركيزة من الركائز في حركة الإنسان مستمرة نحو الأفضل .

وهي أيضا الخطوط المرتسمة لتكامل الإنسان الشامل والتي تنطلق من ذاته ووجوده.

كما أنها صبغة الله التي فطر الإنسان عليها كبذور واستعدادات كانت في بدء خلقه لتحول عندما يسلك الطريق المستقيم إلي قيم ومعان فعلية .


نظرة الإسلام إلى الإنسان:

الإنسان في نظر الإسلام حقيقة مركبة من روح ومادة، وليس مجرد مخلوق مادي أو مخلوق روحي فحسب ، وإذا كانت حقيقته هي الجسم المادي فلابد لكل واحد من هذين العنصرين من حاجات ومتطلبات ، ولا تكتمل شخصية الإنسان ولا تتحقق إنسانيته إلا بالاعتناء بهاتين الناحيتين المادية والروحية ، والإسلام ينظر إلي وحدة الجسد والروح في الفرد ،كما يجعل المعنويات والماديات في الحياة متماسكة تقوم علي وحدة الهدف بين الإفراد ، ووحدة المصلحة بين مختلف الجماعات البشرية.

والإسلام له صورة شمولية عن الإنسان فهو حينما ينظر إليه يربطه حياته بمحيطها، فيعالج جميع جوانب حياته المادية والروحية ولا يكتفي بإعطاء الأهمية لأحد الجانبين ويقطع النظر عن الآخر ، بل انه حريص علي تكميل الإنسانية والنهوض بها ولذا اعتني في جميع تعاليمه بكلى العنصرين الهامين .

الإنسان أفضل ما في هذا الكون من موجودات ومخلوقات : 

والإنسان في الإسلام مكرم مفضل علي كثير من الخلق فهو يعد في قمة المخلوقات الحية التي تعيش علي وجه الأرض وأفضلها وأكرمها لما أودعه الله فيه من مزايا وميزّه من صفات لقوله تعالي (( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا )) الاسراء 70، وقوله تعالي (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )) الاسراء 29.

وليس أكثر تكريما للإنسان من أن يخلقه لله بيده وينفخ فيه من روحه ويسجد له الملائكة سجود تكريم لقوله تعالي (( واذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )) ص 71 -72 .

وكان خلق الإنسان في أحسن تقويم وأحسن صورة وأجمل هيأة لقوله تعالي (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) التين 4، وقوله تعالي (( وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات )) غافر 64.

إذن فالإنسان مخلوق بيد الله سبحانه تعالي وهذا قمة التفضيل والتكريم، وأحسن الله تعالي صورته وجعله في أحسن تقويم ، ومن أحسن من الله صنعه ، كما جعل ما في الأرض من موجودات أخري خدمة الإنسان، كما اختص الخالق الكريم الإنسان بخواص جعلته مستحقا لان يكون خليفة الله علي الأرض هذه الخواص من مقومات إنسانيته التي جعلت استخلافه للأرض امرأ ممكنا.