إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا





تعريف الخطاب
 الخطاب رسالة من مرسِل إلى مستقبل للتأثير عليه، و إقناعه بها  ويتم التواصل بوسائل متعددة:شفوية ومكتوبة ومسموعة ومرئية،ويتنوع الخطاب بتنوع طبيعة الرسالة المراد ابلاغها ويمكن أن نتعرف نوع الخطاب من الموضوع و الأسلوب والمصطلحات الموظفة :فكان بذلك الخطاب الاشهاري والخطاب الصحفي والخطاب السياسي وغيرها من الخطابات 1ـ الخطاب الاشهاري 2 ـ الخطاب الصحفي 3 ـ الخطاب السياسي

الملف بنسختين واحدة وورد للتعديل عليها 

انواع الخطاب :

الخطاب الإشهاري:


لقد هيمنت على حياتنا اليومية مجموعة من الخطابات الاشهارية بصورها العملاقة في مختلف الشوارع بل حتى في المواقع الالكترونية و القنوات الاعلامية حتى صار هذا الخطاب الاشهاري يستفز حواسنا اينما حللنا و ارتحلنا. و هنا نتساءل ما هي الاهداف الكبرى للخطاب الاشهاري ؟ و ماهي المكونات التي يرتكز عليها ؟ و ماهي الوسائل الاحتجاجية التي يعتمد عليها الخطاب الاشهاري؟ و ما هي خصائصه و مميزاته اللغوية ؟
تعريف الاشهار :
الاشهار لغة : من فعل اشهر يشهر ، بمعنى اظور و اشاع و نشر الشيء (اشهر سيفه ، اشهر الزواج ..)
الاشهار اصطلاحا : شكل من اشكال التواصل الحديث، فهو خطاب تواصلي بين مرسل و مستقبل و يحضر بقوة في المجال الاقتصادي ، بغية ترويج المنتوجات و الرفع من المبيعات، كما يحضر في مجالات اخرى كالسياسة و الفكر و غيرهما.
2-اهداف و غايات الخطاب الاشهاري:
يهدف الخطاب الاشهاري الى الاقناع، اقناع المتلقي بجودة منتوج ما، و خلف ذلك غاية خفية، تتمثل في الرفع من سقف  المبيعات الى اعلى المستويات، مما يعني تحقيق اكبر قدر ممكن من الارباح .
من خلال هاته الصورة ، يتبين ان الخطاب الاشهاري يتركب من مكون لغوي الذي يتكون من مجموعة من الكلمات و  الجمل ذات الايحاء الذي يغري بالشراء ثم المكون الايقوني (الصورة ) و تكاملهما معا يؤدي الى تحقيق الوظيفة الاشهارية كما نلاحظ غياب المتكلم في هذا الخطاب لان الاهم هنا هو المنتوج بغض النظر عن شخصية المستشهر .

3-الحجاج في الخطاب الاشهاري:
الخطاب الاشهاري خطاب اقناعي ، لذلك يعتمد على:
-اساليب حجاجية:
للشرح و التفسير نذكر منها :
اسلوب المقارنة : مثلا مقارنة قبل استعمال المنتوج و بعد استعمال المنتوج .
اسلوب التعريف : شرح المنتوج
اسلوب الوصف : من خلال وصف اهم الجوانب المتعلقة بالمنتوج
الاستدلال المنطقي : و ينقسم الى نوعين :
الاستقراء: انطلاقا من الخاص الى العام.
الاستنباط : انطلاقا من العام الى الخاص .
حجج متنوعة:
حجج ذات قيم دينية: فعند اقتراب رمضان و الاعياد الدينية تكثر الاشهارات التي يسيقي مضامينها من قدسية هاته المناسبات حتى يكون لها التأثير القدسي على المستهلك .
حجج واقعية: التي توهم بواقعية الاحداث من خلال تمثيليات و قصص صغيرة مرتبطة بالمنتوج
حجج تاريخية.
شخصيات مشهورة: فنية و رياضية.
استشهادات قوية: على لسان الخبراء كالأطباء و غيرهم.
الايهام بالواقع السعيد: المرتبط بالمنتوج.
3-3-توظيف الحجاج اللغوي البلاغي:
توظيف اسلوب الانشاء الطلبي.
توظيف الاسلوب الخبري.
عبارات دالة على الاغراء.
توظيف المحسنات البلاغية.




الخطاب السياسي

 

الخطاب السياسي : من الخطابات الحجاجية المنتشرة بين فئات المجتمع بمستويات مختلفة ، و في سياقات متعددة ، و يتوخى في العادة إحداث التأثير و ممارسة الإقناع، تبعا بشروط تداوله
التعريف :
 
يعد الخطاب السياسي حقلا للتعبير عن الآراء و اقتراح الأفكار و المواقف حول القضايا السياسية التي تهم شؤون الدولة و تنظم العلاقات بين الحاكم و المحكوم
ما هي مؤشراته ؟

 
تتنوع مظاهر الخطاب السياسي تبعا لشروط التداول و تنوع الحوامل، فتتجلى في كتابات تنظيرية أو دعائية أو في تجمعات و حملات، و بذلك تتوسل بمختلف وسائل الاتصال المتاحة.
ما هي خصائصه ؟
عرض قضية خلافية و إبراز موقف المتكلم منها.
ارتباط القضية بالمجتمع و الدولة و إبراز حقوق المواطنين و واجباتهم
السعي إلى الدفاع عن الموقف و إبطال نقيضه
اعتماد أساليب الاستدلال و البرهنة قصد تحقيق الإقناع
تنوع أساليب الاستدلال : المنطق ، اللغة
بساطة اللغة و تقريرتها و خلوها من التعابير البلاغية
اعتماد الأسلوب الخبري و صيغ الوجوب
خطاب إقناعي يتوسل بالحجاج المتنوعة، و تتضافر فيه الوسائل اللغوية و المنطقية و مكونات تعبيرية أخرى موازية للتواصل، كالصورة و الموسيقى و لغة الجسد اعتماد الإخبار و نشر الفكرة
السعي إلى التأثير في المتلقي، و دفعه إلى الاعتقاد بصدق الدعوى و التصرف وفقا لها



الخطاب الصحافي

بنية الخطاب الصحافي
يتحدد الخطاب الصحافي بأنه ” مقال وصفي أو تفسيري أو نقدي.” والمقصود بالوصف عندما يصف عنصرا من عناصر الواقع أو الحدث، والمقصود بالتفسير عندما يتجاوز الوصف إلى بيان أسباب ونتائج العنصر أو الحدث، أما أن يكون نقديا فعندما تمسي ذات المتكلم أساسية بحيث تحضر الذات العارضة للحدث من وجهة نظرها.
إن النص الصحافي حاصل لا محالة عن تفاعل ثلاثة مجالات: اللغة، التواصل، والمعرفة.”
وتتنوع الأشكال التي يتخذها الخطاب الصحافي فقد يكون تقريرا إخباريا، أو افتتاحية جريدة، أو برنامجا تلفزيا، أو مادة إذاعية، أو غيرها
وظيفته
الخطاب الصحافي غايته الأولى التواصل، والتواصل في مفهومه العلمي يعني التفاعل بين ذوات تفعل فعل التواصل. يسعى الخطاب الصحافي إلى تحقيق وظيفته التواصلية عبر تقنيات أو استراتيجيات المستوحاة من علوم أخرى كالبلاغة، والخطابة، وغيرها… ويمكن إيجاز هذه الإستراتيجيات في:
إستراتيجية الإقناعوفيه يركز المخاطب على قضايا الخطاب، محركا كل الأدوات الإقناعية لتعزيز  الترابط المنطقي بين المقدمات والنتائج، والإقناع في اللغة العربية يعني، خضوع المُخَاطَب لرأي المُخَاطِب.
إستراتيجية الإفحام: وفيه يركز المخاطِب على أدوات الخطاب، من خلال طغيانه على ذات المخاطَب،  دون رضا هذا الأخير، ويظهر هذا النوع خاصة في الخطابات الإيديولوجية.
إستراتيجية الاستمالةومعناها الفوز بميل المخاطَب، بحيث إن المخاطِب يستميل المخاطَب عاطفيا  فتتحقق بالتالي الوظيفة التأثيرية للخطاب.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الإستراتيجيات يتقاسمها الخطاب الصحافي مع أنماط خطابية أخرى، سياسية أو دينية … من ثمة يطرح السؤال/الإشكال، بماذا يتميز الخطاب الصحافي عن باقي الخطابات؟ فقط نقول إن أحد خاصياته كونه صادرا عن مؤسسة إنتاجية تسمه بسمات الصحفية.

 أمثلة
 تحليل نموذج من الخطاب الصحافي:
أ- منهجية التحليل:   عندما نتحدث عن الخطاب فنحن نتجاوز مفهوم الجملة وهذا يعني أننا في حاجة إلى  وسائل تحليلية أخرى غير تلك التي تستعمل في تحليل الجملة لأن الخطاب أوسع من الجملة. لذلك سنعمد إلى توظيف مجموعة من المفاهيم التي تحضر في الدراسات المهتمة بتحليل الخطاب ومنها أساسا مفهوم الانسجام ومفهوم الاتساق.
فاتساق الخطاب هو ذلك التماسك القوي بين الأجزاء التي تشكل الخطاب ويقصد به أساسا الاتساق الداخلي بمعنى الوسائل اللغوية الشكلية الداخلية للخطاب التي تربط بين عناصر الخطاب أو أجزائه. أما الانسجام فهو النتيجة النهائية، فالانسجام لا يتحقق إلا بوجود الاتساق.
إذن، فغاية تحليل الخطاب، هو الكشف عن اتساق وانسجام الخطاب، ولن يتحقق ذلك، إلا عبر الانتباه إلى كل العناصر الخطابية الداخلية التي تسهم في الاتساق الداخلي للخطاب، ومن بين هذه العناصر البحث في توزيع الضمائر، كيف توزع الضمائر في النص؟ كيف توزع أسماء الإشارة؟ وكيف تتوزع الصيغ الزمنية؟ وأكثر من ذلك النظر إلى علامات الترقيم… أنه بحث عن كل ما يجعل الخطاب كلا متناسقا مترابطا ونسقا مبنيا.
والاتساق يكون داخليا باعتبار الخطاب بنية داخلية أي أنه نسق مكون من عناصر تجمع بين علاقات إننا هنا بصدد اتساق لغوين وهناك اتساق خارجي، كون الخطاب بنية خارجية منفتحة على السياق.
ثم هناك مفهوم الإحالة، والمقصود به الكشف عن نوعين من الإحالة:
إحالة مقامية أو سياقية: تعود إلى عناصر خارج النص.    
  – إحالة نصية أو مقالية: تحيل إلى ما هو داخلي في النص.
لفهم معنى الوحدات الإحالية في خطاب ما ينبغي لنا على الأقل معرفة هوية المتكلم والمتلقي والإطار الزمني والمكاني للحدث الخطابي. وإضافة إلى العناصر السالفة الذكر، التي من خلالها نحلل خطابا قصد بيان مدى اتساقه وانسجامه، هناك عناصر أخرى كالإضمار والحذف ومبدأ الافتراض والمقارنة
يبقى في الأخير أن مفهوم الانسجام مسألة نسبية ذلك أن ما يبدو منسجما لمتلق يبدو عند أخر غير ذلك.
ب- تحليل نموذج من الخطاب الصحافي:
مقال للصحافي رشيد نيني، بجريدة الصحيفة المغربية عدد 38، الصادر بتاريخ 19يونيو 2006 تحت عنوان” الحكومة المدبلجة… “.
إننا أمام خطاب صحافي مرسل من قبل صحافي مستقل عبر مؤسسة صحافية غير تابعة ،افتراضا، لمؤسسة الدولة و لا لمؤسسة حزبية، موجه إلى قراء و متلقين غير محددين بالضرورة.
إنا غايتنا من تحليل هذا الخطاب هو الكشف عن مدى اتساقه و انسجامه، بمعنى آخر البحث عن العناصر التي تضمن له الانسجام، وبالتالي تضمن لهذا الخطاب خطابيته.
سنبدأ التحليل بالكشف عن العناصر الداخلية الناظمة لبنائه الداخلي وهي:
 غنى الخطاب بمجموعة من الأفعال الإشراكية، كما لو أن المتلقي يشارك المرسل في فعل إنتاج الخطاب، كما في الأمثلة الآتية: “والمعروف…”، “ولو أننا نعرف”، “لا نراه”، “دعونا”، “والكل يعرف”، “ولا يخفى عليكم…”
وهذه الأفعال تطمس دهن المتلقي و تجعله أمام أمر واقع، هو الإذعان، والخضوع لسلطة هذا الخطاب.
 تقنية الربط: لا نقصد به هنا ربط الفقرات فيما بينها، لأنه من البديهيات و لكن نقصد الربط بمفهومه الأعم أي الربط بين المنطلق و النتيجة أو المقدمة و الخاتمة. و هذا ما نلاحظه في هذا الخطاب فهناك انطلاقة و مقدمة استهل بها المرسل خطابه وسعى في الأخير إلى إعادة ربط النتيجة بالمقدمة، فنلاحظه يستعمل: “في الأخير”، “هذه هي الحالة التي انتهى إليها”، وهكذا
العناصر الخارجية: و فيها يحضر:
 عنصر المقارنة: “يحرك شفتيه مثلما يصنع مغنو…”، “بصري كود أسوة بدا فينتشي كود”. وهناك المقارنة على صعيد الكمية يقول: “دبلوم العلاقات الدموية له تأثير كبير… أكثر من دبلوم العلاقات الدولية”.
 عنص السياق: الذي يحصر مجال التأويلات الممكنة ويقوي أساسا التأويل المناسب أو الصحيح: وفي خطابنا هذا نجد:
المرسلالصحافي رشيد نيني.
المتلقيالقارئ أو محلل الخطاب.
موضوع الخطابرسالة سياسية في قالب صحافي (ساخر).
-المقاموفيه الزمان أي تاريخ صدور المقالة (الخطاب، الجريدة)،.
لقناةكتابة صحفية عن طريق منبر إعلامي (الجريدة).
شكل الخطابنقاش و جدال هدفه الرد والتعقيب أي خطاب سجالي.
تقودنا كل هذه العناصر اللسانية و الخارج اللسانية، دون مواربة إلى القول إننا أمام خطاب صحافي متسق و منسجم لا يمكن فهم رسالته إلا عبر الوقوف على العناصر الناظمة لها، عبر تفكيك عناصره و إعادة تركيبها.
  الخلاصة:
ختاما فالخطاب الصحافي، كغيره من الخطابات، مؤسسة لسانية ذات بعد تواصلي، غايته التأثير في المتلقي، وتوجيه الرأي عبر مجموعة من التقنيات المستمدة من حقول فنية ومعرفية أخرى، كالبلاغة و الأدب، و السياسة…مما يشترط على محلله التسلح بزاد نظري قوي، و منهج علمي متين، حتى يتسنى له سبر أغواره و كشف خباياه، والوقوف على أدق مميزاته، وأن يكون المحلل كذلك قارئا لما وراء السطور، و ليس ذا نظرة تحليلية سطحية واصفة.  وهذا كله بغية فهم الرسالة وتأويلها، وكذا الوقوف على تقنيات الخطاب الصحافي.