إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا


تعبير وإنشاء مهارة تحليل صورة

2
ـ أنشطة التطبيق

نموذج لتحليل صورة ( المسيرة الخضراء) الكتاب المدرسي ص: 23

البطاقة التقنية
التشكيل :
- الصورة فوتوغرافية، يبدو أنها ملتقطة من الزاوية اليسرى لمنظر المسيرة من الأمام، ومنفتحة على أفق يبلغ أقصى مدى الرؤية، ولذلك تملأ المسيرة جنباتها دون أن تستطيع الصورة احتواء نصف الحشود المحشورة في هذا الزحف الهائل.
موضوع الصورة

-
 يتمحور حول حدث تاريخي له أبعاد سياسية متجذرة في الماضي والحاضر والمستقبل، إنه حدث المسيرة الخضراء التي استرجع على إثرها المغرب من المستعمر الإسباني أقاليمه الجنوبية المحتلة، وألحقها بأرض الوطن، مسيرة انطلقت سنة 1975 ، والصورة تأكيد لهذه الملحمة، ولتلك الوحدة، وذلك الارتباط بين أطراف البلد الواحد.

-
تتألف الصورة من مجموعة من العناصر الأيقونية واللغوية، فبين زرقة السماء وصفرة رمال الصحراء تمتلئ الصورة بأشخاص يهرولون ، يحملون في يسراهم وعلى أكتافهم أعلام المغرب، وفي أيمانهم المصاحف، أشخاص من مختلف الأعمار ، ينتمون إلى كل جهات المغرب، تدل على ذلك مظاهرهم المتباينة، وأشكال أرديتهم، وألوان سحناتهم. ويبدو الحماس في حركاتهم المتوثبة وخطواتهم العريضة، يحدوهم العمل والعزم والتضحية والإيمان بوحدة الوطن.

الخطاب اللغوي:
- استنادا إلى المكون اللغوي أسفل الصورة ، والجملة التي تعلوها، يتضح أن مرسل الصورة مؤرخة أوربية حديثة، وأن كتابها الذي يضم الصورة بين دفتيه حديث التأليف، والأغلب أن هاجسها تاريخي محض، وتأريخها موضوعي صرف يصف الحدث ويوثق الواقع عبر الصورة، والصحراء من المغرب وتقع تحت سيادته منذ تحريرها بعد ملحمة المسيرة، لذلك يبدو عنوان الكتاب معززا للصورة، والصورة تمثيلا له بشكل ما. أما العبارة أعلى الصورة فواضعها مؤلف الكتاب المدرسي الممسوس بهاجس تأكيد الهوية المغربية للصحراء المسترجعة ليرسل عبرها (عبر الصورة والعبارة) رسالة إلى المتلقي الخاص والعام بأن الصحراء عادت إلى حضن الوطن الأم بعدما عطرتها المسيرة الخضراء بعبق الحرية .

دلالة الصورة :
- على المستوى الدلالي تفجر الصورة الكثير من الإيحاءات عبر وحداتها الأيقونية واللغوية، فغلبة اللون الأحمرالمتدفق من الأعلام المرفرفة يشي بدلالات وطنية تؤكد على أن المغرب بكل أطيافه وفئاته صوت واحد بخصوص هذه المسألة الوطنية ذات الأولوية، مستعد لكل التضحيات، بكل الوسائل، جاهز لكل الاحتمالات لضمان وحدة الوطن واستقلال أراضيه، كما يشي بصدق المتطوعين في المسيرة، وسرعة استجابتهم للمشاركة في هذا الحدث التاريخي غير المسبوق غيرة على الوطن ودفاعا عن حدوده ضد عبث العابثين وتربص المتربصين، كما تبين ذلك أشكال الناس وملابسهم وإمكاناتهم الذاتية التي عبؤوها بكل تلقائية وبساطة وانصهار في المجموعة واندماج وانضباط، متحدين عامل السن والنوع والمناخ والرمال وقلة المؤونة، لا هم لهم سوى صلة رحم حرمهم من وصلها مستعمر غاشم ترك الأرض لأهلها بعدما رأى أن الجد جد ، وأن المكر عليه قد يرتد.