إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا

السيدا " الأيدز" داء فقدان المناعة المكتسبة


تعريف داء متلازمة العوز المناعي المكتسب
يعتبر 
داء فقدان المناعة المكتسبة السيدا من بين أخطرا لأمراض التي عرفها العالم في القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين. وكلمة السيدا SIDA أو الايدز بالانجليزية هي اختصار لجملة تتكون من أربع كلمات: "داء فقدان المناعة المكتسبة" كما يسمى في دول المغرب العربي، و"متلازمة العوز المناعي المكتسب" كما يسمى في دول المشرق؛ وهي كلمة ترمز إلى مجموعة الأمراض التي تعمل على تدمير جهاز المناعة في الجسم البشري والقضاء عليه. وينتج تدمير جهاز المناعة المحدث لهذه الأمراض عن فيروس VIRUS يسمى بـ:VIH وتعني:


أسباب الإصابة بالسيدا متلازمة العوز المناعي المكتسب
طرق الانتقال
أ: الانتقال عبر العلاقات الجنسية
العلاقات الجنسية هي من أكثر الطرق التي ينتقل بها فيروس الايدز، حيث تمثل ما يقرب من %80 من الحالات في العالم، وأزيد من %60 من الطرق التي ينتقل بها في المغرب، ولذلك يدخل السيدا في زمرة التعفنات المتنقلة عبر الجنس . 
وانتقال الفيروس عن طريق العلاقة الجنسية يتم عبر الاحتكاك الذي يتخلل الاتصال الجنسي بين الجهاز التناسلي الذكري والجهاز التناسلي الأنثوي، فهشاشة الغشاء المخاطي الذي يكسو كلا منهما تؤدي إلى تمزقه خلال ذلك الاحتكاك، مما يصيب الجهازين معا –القضيب والمهبل- بقروحات مجهرية لا ترى بالعين المجردة (تأخذ شكل حمرة في الجهازين معا)، يتسرب عبرها الفيروس إلى الجسم؛ وتزداد إمكانية الإصابة عبر الدبر في إطار العلاقات الشاذة، حيث إن الغشاء المخاطي الذي يكسو الدبر هو أكثر هشاشة من ذلك الذي يكسو الجهاز التناسلي.

ب: الانتقال عبر الدم
يشكل حقن المواد الدموية في إطار عمليات تحاقن الدم من بين الأسباب الرئيسية التي ينتقل بها الفيروس، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين في حوادث السير أو الأشخاص الذين يجرون عمليات جراحية.
إلا أن هذا الوضع تغير في المغرب ابتداء من سنة 1990 نظرا للتحريات المنهجية الصارمة التي أصبح يخضع لها دم المتبرعين به، خاصة في مراكز تحاقن الدم المنتشرة في كل تراب المملكة.
وتبقى الخطورة حاليا بالنسبة للانتقال عبر الدم من خلال استعمال الأدوات الحادة الغير المعقمة والتي تكون ملوثة بدم يحتوي على فيروس VIH، كالإبر والحقن وموس الحلاقة والمقص والآلات المستعملة في ثقب الأذنين ومقص الأظافر وفرشاة الأسنان...إلى غير ذلك من الأدوات الحادة التي قد تكون لها علاقة مباشرة بالدم؛ دون نسيان تعاطي المخدرات عبر الحقن والإبر التي تستعمل في الوشم والختان يكون لهما دور كبير في الإنتقال.
ت: الانتقال من الأم الحامل إلى جنينه
يمكن القول إن الأم الحامل الحاملة للفيروس يمكنها نقل هذا الأخير إلى جنينها بنسبة %50، وذلك إما عن طريق المشيمة أثناء الحمل، أو عن طريق الحبل السري أثناء الوضع، أو عن طريق الحليب أثناء الرضاع.
ويمكن أن تتقلص هذه النسبة لتصبح متراوحة ما بين 10 و %20، بل يمكن أن تنخفض هذه النسبة إلى أقل من %5 في حالة ما إذا خضعت الأم لمتابعة طبية مستمرة، استفادت خلالها من مجموعة من الأدوية المضادة للفيروس التي تعطى خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وإجراء عملية قيصرية، وإخضاع الوليد أيضا لنفس العلاج خلال الستة أسابيع الأولى من الولادة.
ملاحظة!
لا ينتقل فيروس VIH بممارسات الحياة اليومية كالأكل والشرب مع المصاب والنوم معه في نفس الغرفة ومصافحته وتقبيله ومعانقته، ولا بركوب الحافلة معه أو العمل والدراسة معه...إلخ، كما لا ينتقل عبر الهواء أو الهاتف أو اللعاب أو الحشرات -كالبعوض مثلا-، بل ينتقل فقط بالطرق الثلاثة المذكورة سابقا.

طرق الوقاية
تنقسم الوقاية إلى نوعين: وقاية سلوكية ووقاية عملية.
أ: الوقاية السلوكية :
 يرتبط هذا النوع من الوقاية بالطريقة الأولى لانتقال الفيروس، أي بالإنتقال عن طريق العلاقات الجنسية.
وتتخذ الوقاية السلوكية ثلاثة أشكال كالآتي:
- الاستعفاف L’ABSTINENCE: أي الإمساك عن القيام بأية علاقة جنسيةخارج إطار الزواج، ويعتبر هذا الشكل أفضل أشكال الوقاية السلوكية، حيث إن التمسك بالأخلاق الحميدة وتطبيق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف
- الإخلاص LA FIDÉLITÉE: سواء بين الأزواج أو في إطار العلاقات العاطفية، فتعدد الشركاء الجنسيين يؤدي إلى ازدياد خطورة احتمال الإصابة بالفيروس المسبب لمرض السيدا.
- العازل الطبي LE PRESERVATIFE: ويعتبر الوسيلة العلمية الوحيدة للوقاية من السيدا وجميع الأمراض والتعفنات الأخرى المتنقلة عبر الجنس، إلا أنه مع ذلك لا يشكل وسيلة مضمونة %100 بل فقط بنسبة 98 إلى %99.
ب: الوقاية العملية
وهو نوع يرتبط بالطريقة الثانية لانتقال الفيروس، أي الانتقال عن طريق الدم عبر استعمال الأدوات الحادة الغير المعقمة.

حيث ينبغي تجنب تبادل الأدوات ذات الاستعمال الشخصي (شفرة الحلاقة، مقص الأظافر، فرشة الأسنان...) بين الإخوة أو الأخوات أو أفراد العائلة أو بين الأصدقاء...إلى غير ذلك؛ وفي حالة الشك تعقيم الأداة المراد استعمالها قبل الاستعمال، بتنظيفها بماء جافيل أو مادة الكحول L’ALCOL (حيث إن هذه المواد تقتل فيروس VIH) أو طبخها في ماء ساخن تتجاوز درجة حرارته °60 (لأن الفيروس يموت في درجة الحرارة التي تتجاوز هذا الحد). وعند الذهاب إلى الحلاق أو الطبيب أو صانع الأسنان أو الصائغ –ثاقب الأذنين- ينبغي مطالبتهم بتعقيم الأدوات والآلات التي يستعملونها، وبتغيير شفرة الحلاقة بالنسبة للحلاق. هذا طبعا دون أن ننسى ضرورة تجنب استعمال المخدرات عبر الحقن.
وتجدر الإشارة إلى أن المرأة الحاملة للفيروس يجب عليها تجنب الحمل والولادة والإرضاع، حتى لا تنقل الفيروس إلى جنينها أو ابنها الرضيع.

علاج مرض الايدز
لا يوجد حاليا أي علاج لمرض الايدز أو لقاح يمكن أن يمنع دخول فيروس VIH، حيث وقفت البشرية مكتوفة الأيدي أمامه.
ومع ذلك يمكن القول إن إتباع العلاج الثلاثي بكيفية منتظمة يعتبر عسيرا، ليس فقط بسبب المضاعفات الكثيرة والجانبية التي تصاحبه، لذلك تبقى الوقاية هي أفضل وسيلة لمواجهة مرض السيدا والقضاء عليه، وكما قالوا قديما: "الوقاية خير من العلاج".
انتباه!! ينبغي تجنب الدعارة، فهي أكبر طريق للإصابة بالسيدا.
بلغ عدد المصابين بمرض السيدا - نقص المناعة المكتسب - حتى الآن 50 مليون شخص طبقا لآخر تقديرات منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.