إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا

المعلقات السبع


تعريف المعلقات السبع
تعرف المعلقات السبع بانها من أشهر ما كتبه العرب من الشعر، وقد اختلف في معنى تسميتها بالمعلقات فهناك من قال بأنها مثل العقود النفيسة تعلق بالأذهان، و ذهب آخرون إلى أن هذه القصائد كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الْكعبة قبل مجيء الاسلام 

 وتعتبر هذه القصائد من أروع ما قيل في الشعر العربي الجاهلي؛ لذلك اهتم الناس قديما بها ودونوها وكتبوا شروحا لها، وهي عادةً ما تبدأ بذكر الأطلال وتذكر ديار محبوبة الشاعر وكانت سهلة الحفظ وتكون هذه المعلقات من محبته له شعاره الخاص.

وقد ذكر المؤرخون أن  - حمادا الراوية - هو أول من قام  بجمع القصائد السبع الطوال وسماها بالمعلقاتِ . وكان يقول أنها من أعذب ما قال العرب. وقد ذهب الأدباء والكتاب من بعده لدراستها. 

شعراء المعلقات السبع

الحارث بن حلزة
أنشد الشاعر معلقته للملك عمرو بن هند رداً على عمرو بن كلثوم. وقيل أنه قد أعدّها وروّاها جماعة من قومه لينشدوها نيابة عنه لأنه كان برص وكره أن ينشدها من وراء سبعة ستور ثم يغسل أثره بالماء، كما كان يفعل بسائر البرص ثم عدل عن رأيه وقام بإنشادها بين يدي الملك وبنفس الشروط السابقة. لما سمعها الملك وقد وقعت في نفسه موقعاً حسناً أمر برفع الستور وأدناه منه وأطمعه في جفنته ومنع أن يغسل أثره بالماء.

آذَنَتنَـا بِبَينهـا أَسـمَــاءُ ... رُبَّ ثَـاوٍ يَمَـلُّ مِنهُ الثَّـواءُ
بَعـدَ عَهـدٍ لَنا بِبُرقَةِ شَمَّـاءَ ... فَأَدنَـى دِيَـارِهـا الخَلْصَـاءُ
فَالـمحيّاةُ فَالصّفاجُ فَأعْنَـاقُ ... فِتَـاقٍ فَعـاذِبٌ فَالوَفــاءُ

امرؤ القيس
كان لموت والده حجر على يد بني أسد أعظم الأثر على حياته ونقلة أشعرته بعظم المسؤولية الواقعة على عاتقه. رغم أنه لم يكن أكبر أبناء أبيه, إلا أنه هو من أخذ بزمام الأمور وعزم الانتقام من قتلة أبيه لإنه الوحيد الذي لم يبكي ويجزع من إخوته فور وصول الخبر إليهم في حضرموت.يروى أنه قال بعد فراغه من اللهو ليلة مقتل أباه على يد بني أسد : ضيعني صغيرا, وحملني دمه كبيرا. لا صحو اليوم ولا سكر غدا. اليوم خمر وغدا أمر أنشد شعرا وهو في دمون (واد في حضرموت) قال فيه :

قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزِلِ ...  بِسِقْط اللِّوَى بين الدَّخُوْلِ فَحَوْمَلِ

فتوضِحَ فالمقراة لم يعفُ رسمُها ...  لما نسجتها من جنوب وَشَمْأَلِ

طَرَفَة بن العبد
بعض النقاد فضلوا معلقة طرفة على جميع الشعر الجاهلي لما فيها من الشعر الإنساني ـ العواصف المتضاربة ـ الآراء في الحياة ـ والموت جمال الوصف ـ براعة التشبيه، وشرح لأحوال نفس شابة وقلب متوثب. ولعل انتمائه إلى منطقة من أكثر الأماكن تحضرا في الجزيرة العربية (إقليم البحرين)، جعل ذلك الشعر الإنساني أكثر بروزاً لديه مقارنة بغيره من شعراء الجاهلية.

في الخاتمة ـ يتجلى لنا طرفة شاعرا جليلاً من فئة الشبان الجاهليين ففي معلقته من الفوائد التاريخية الشيء الكثير كما صورت ناحية واسعة من أخلاق العرب الكريمة وتطلعنا على ما كان للعرب من صناعات وملاحة وأدوات.

لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ ... تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ

وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ ... يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ

كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً ... خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ

زهير بن ابى سلمى
كانت ولادة زهير في بني غطفان. وبين هؤلاء القوم نشأ وترعرع. ومنهم تزوّج مرّتين. في الأولى تزوّج أم أوفى التي يذكرها في مطلع معلقته:

أمن اُمّ أوفى دِمنةٌ لم تَكَلَّمِ ...  بحَوْمانَةِ الدّرّاجِ فالمتثَلَّمِ
وقفتُ بها من بعدِ عشرينَ ... حجّةً فَلاَْياً عرفتُ الدار بعد توهُّمِ
فلمّا عرفتُ الدار قلت لربعها ...  ألا أنعم صباحاً أيّها الربع وأسلمِ

عمرو بن كلثوم
وذلك أن أم عمرو بن هند ادعت يوماً أنها أشرف نساء العرب فهي بنت ملوك الحيرة وزوجة ملك وأم ملك فقالت إحدى جليساتها: "ليلى بنت المهلهل أشرف منك فعمها كليب وأبوها المهلهل سادة العرب وزوجها كلثوم بن مالك أفرس العرب وولدها عمرو بن كلثوم سيد قومه" فأجابتها: " لأجعلنها خادمةً لي". ثم طلبت من ابنها عمرو بن هند أن يدعو عمرو بن كلثوم وأمه لزيارتهم فكان ذلك. وأثناءالضيافة حاولت أم الملك أن تنفذ نذرها فأشارت إلى جفنة على الطاولة وقالت " يا ليلى ناوليني تلك الجفنة" فأجابتها: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها" فلما ألحت عليها صرخت: "يا ويلي يا لذل تغلب" فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم وكان جالساً مع عمرو بن هند في حجرة مجاورة فقام إلى سيف معلق وقتله به ثم أمر رجاله خارج القصر فقاموا بنهبه.

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا ... وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا

مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا ... إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا

تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ ... إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا

لَبيد بن ربيعة
قالها لبيد للشاعر النابغة الذبياني عندما رأى عليه علامات الشاعريه فقال له:"يا غلام إن عينيك لعينا شاعر أنشدني" فانشده أثنتين فقال له:زدني فأنشده المعلقة فقال له النابغة:أذهب فأنت أشعر العرب، وفي رواية أشعر هوازن. وعلى ذلك لبيد نظم معلقته وأساسها الطلول ومنتصفها وصف الخمرة والمحبوبه وأخرها كان على الكرم والفخر،,هي:

عفت الديار محلّها فمقامها ... بمنىً تأبّد غولها فرجامها
رزقت مرابيع النجوم وصابها ... ودقَ الرواعد جودها فرهامها

عنترة
يبدأ عنترة معلّقته بالسؤال عن المعنى الذي يمكن أن يأتي به ولم يسبقه به أحد الشعراء من قبل، ثمّ شرع في الكلام فقال: إنّه عرف الدار وتأكّد منها بعد فترة من الشكّ والظنّ فوقف فيها بناقته الضخمة ليؤدّي حقّها ـ وقد رحلت عنها عبلة وصارت بعيدة عنه ـ فحيّا الطلل الّذي قدم العهد به وطال

هل غادر الشعراء من متردّمِ
أم هل عرفت الدار بعد توهُّمِ

يا دار عبلة بالجواء تكلّمي
وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي

فوقفت فيها ناقتي وكأنّها
فدن لأقضي حاجة المتلوّمِ

حُيّيتَ من طللِ تقادمَ عهدهُ
أقوى وأقفر بعد اُمّ الهيثمِ

ولقد نزلت فلا تظنّي غيره
منّي بمنزلةِ المحبّ المكرمِ

إن كنت أزمعت الفراق فإنّما
زمّت ركابكمُ بليل مظلمِ

ما راعني إلاّ حمولة أهلها
وسط الديار تسفّ حبّ الخمخَمِ