إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا

عبقرية عمر بن الخطاب لـ عباس محمود العقاد


يتحدث في هذا الكتاب عباس محمود العقاد عن عبقرية الصحابي عمر بن الخطاب، ولقد حدد العقاد شخصية عمر بأنها (شخصية الجندي). تحدث على أن شخصية عمر كانت تؤهله للزعامة ولولا الإسلام لكان له زعامة قبيلته عدي أو زعامة قبيلته قريش بأكملها. ويتحدث عن أن اختيار أبي بكر الصديق خليفة للمسلمين قبله لم يكن من باب المفاضلة بل من باب التوفيق. يتحدث العقاد في هذا الكتاب عن أخلاقه وأخباره ويدافع عنه أمام أقوال بعض المستشرقين.


أبواب كتاب عبقرية عمر ابن الخطاب

* عبقرية عمر – مقدمة - رجل ممتاز – صفاته - مفتاح شخصيته – إسلامه - عمر والدولة الإسلامية - عمر والحكومة العصرية - عمر والنبي - عمر والصحابة - ثقافة عمر - عمر في بيته - صورة مجملة



قراءة في كتاب عبقرية عمر بن الخطاب

يقول العقاد : “ولنا أن نفسر العبقرية بمعناها الذي يفهمه الأقدمون أو بمعناها الذي نفهمه نحن المحدثين، فكلا المعنيين مستقيم قي وصف عمر بن الخطاب .. أتراها على كلا المعنيين شيئا غير التفرد والسبق والإبتكار ؟ … كلا .. ما للعبقرية مدلول يخرج عن صفة من هذه الصفات . ومن يكتب تاريخ عمر يجد في النهاية أنه يكتب تاريخاً لأول من صنع كذا وأول من أوصى بكذا” حتى ينتهي بسرد هذه الأوليات إلى عداد العشرات.”


هذا الكتاب يحكي عن عزة عمر -رضي الله عنه- قوته في الحق وشفقته على الضِعاف ، حياته رضي الله عنه وحكمه دروس لكل حاكم ، تعامله مع الناس ومبادئه ليست لزمانه فحسب .

في حديث لرسول الله عليه الصلاة والسلام عن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يقول :“إن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم قال {فمن اتبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى قال {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنكَ أنتَ العزيز الحكيم} ومثلك يا عمر مثل نوح قال {ربِ لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} ومثلك كمثل موسى قال {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم}.

من الأمور التي ذُكرت ودالة على قوة إيمان عمر بصدق قناعته بإسلامه أنه سأل أي أهل مكة أنقل للحديث؟ فقالوا له :جميل بن معمر الجمحي . فذهب إليه فصرح بإسلامه ولم يكذب الرجل الظن به فما هو إلا أن سمعها حتى خرج عمر وراءه إلى أندية قريش حول الكعبة يصرخ بأعلى صوته على باب المسجد : يامعشر قريش إن عمر بن الخطاب قد صبأ ، وعمر يقول من خلفه : كذب .. ولكني أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله “من موقفه هذا نجد الإنسان كيف يصنع إن اشتد إيمانه بمبدأه وبحق قوله ويقينه، أن لا يتوارى ولا يداري ولا يضيع ما آمن به خوفا أو خشية مادام صدق في ذلك ، الثبات بعد الإقتناع والقوة في المواجهة هذا ما نحتاجه في جل أمورنا ليكون لنا ما نتفرد يه .

الحرية التي نتحدث عنها والحقوق الإنسانية التي نردد شعاراتها طبقها بدون أن يروج لها عمر رضي الله عنه فعلها قبل أن يقولها وينشد بها الرعية ولكنه كان الحق في فعلته ، هذا ما وجدته حين أورد العقاد كتاب كتبه لأهل إيلياء وهم نصارى في بيت المقدس كتب بينه وبينهم عهد وفيه “هذا ما أعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها : أن لا تسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا ينتقض منها ولا من خيرها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحداً منهم ، ولا يسكن بإيلياءأحد من اليهود .. وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن وأن يخرجوا منها الروم واللصوص- فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية .. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي ببيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم … “هذا هو إسلامنا .. 
هذه هي تربية الرسول صلى الله عليه وسلم من الله ونشأ عليها صحابته الكرام ، هناك ثوابت في إسلامنا نحتاج أن نعيها ونفهمها ونطبقها .


يقول العقاد رحمة عمر رحمة في غلاف ، وليست بالرحمة المكشوفة لكل ناظر ولامس، ولا تطول بالناس عشرته حتى ينقشع هذا الغلاف عن قلب وديع مفعم بالعطف والمودة مفتح الجوانب لكل عاطفة كريمة ولو لم تكن من ولي حميم .فنساؤه اللائي عاشرنه قد كلفن بحبه ورضين عيشه لرضاهن بمودته وكانت إحداهن التي سميت العاصية ،وسماها النبي عليه السلام الجميلة ، لا تطيق فراقه فإذاخرج مشت معه إلى باب الدار فقبلته ولم تزل في انتظاره ، وكانت من نسائه عاتكة بنت زيد ، وهي على قسط وافر من الجمال والدين والبلاغة ، تولهت في رثائه حين قُتل ، فلم يكن بكاؤها عليه كبكاء كل زوجة على كل زوج فقيد” وكان رضي الله عنه يرى من حق المرأة أن لا تُكره على الرجل القبيح لأنها تحب لنفسها ما يحبه الرجل لنفسه وكان يقبل شكوى المرأة من زوجها الذي يهمل النظافة والزينة “لأن النساء يحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم”