إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا



الأمية – أسبابها - وطرق معالجتها :

تعتبر الأمية إحدى أهم أسباب التخلف الاقتصادي والاجتماعي وكذا هدراً للموارد البشرية. وفي الوقت الذي اختفت فيه الأمية في مناطق كثيرة من العالم أو أصبحت ذات معدلات منخفضة جداً، حتى في مجموعة من البلدان النامية، فإن معدلات الأمية في البلدان العربية ما زالت مرتفعة .بل إن عدد الأميين يزداد مع الزمن. فقد تطور العدد من 49 مليون أمي وأمية عام 1970 إلى 68 مليوناً عام 2000 .



أسباب الأمية

- العادات المتخلفة والقديمة داخل الأسر والتي منها حرمان الفتيات من التعليم، أو إخراجهن أيضاً من المدارس عند بلوغهن مرحلة عمرية أو مدرسية معينة، أو قيام أسرهن بتزويجهن قبل أن يصلن إلي السن المخصص للزواج.
- عدم اهتمام حكومات بعض بقطاعات التعليم المختلفة واهتمام هذه الحكومات بقطاعات أخري في الدولة ليست لها أهمية عظيمة كقطاع التعليم، وهذا ما يجعل التلاميذ يبتعون تدريجيا عن التعليم وعن هذه المدارس،
- الفقر : و الذي يؤدي إلى الهدر المدرسي و منها ارتفاع تكاليف الأدوات المدرسية بالنسبة للأسر التي تعاني من ارتفاع الأسعار، ونوعية التجهيز المدرسي الذي يتطلبه الطفل اليوم.
- الأدوات المدرسية تأتي في طليعة أسباب مقاطعة الأطفال للدراسة، إذ إنها تستنزف 10% من الدخل الأسري أي 150 دولار للطفل الواحد في السنة.
- تكاليف التسجيل من تأمين وتصوير وتسجيل وواجب الانخراط في جمعيات الآباء والأولياء، فضلا عن دروس الدعم الليلية والأسبوعية والشهرية.

ولكن ومن الملاحظ في السنوات الأخيرة أن هذه الحكومات تذهب لتوظف أشخاصاً أميين لم يحصلوا إلا علي قدر ضئيل من العلم وذلك في وظائف هي أساساً خاصة بأهل العلم ومن يحملون المؤهلات العلمية، فنحن و مهما عددنا الأسباب المؤدية إلي ظهور مشكلة الأمية وانتشارها فمن المؤكد أننا لن ننتهي منها .

معالجة الأمية :

كيف يتسنى لنا محاربة الأمية ... كيف نحث كل أمي على رفض أميته من داخله و العمل على محوها بل وتثقيف نفسه بما يتماشى مع العلم المحيط به ....أي لا مجال للتوقف عند نقطة استطاعة القراءة و الكتابة فقط .نحن نريد محو أمية ثقافتنا البالية المكتسبة و إعادة تثقيفنا بثقافتنا الأصلية...
ادن كيف سنحارب أمية دون محوها,
الحرب تكون للقضاء على الأمية قبل ولادتها وأدها وهى في المهد........ أما محو الأمية فهو التعامل مع الواقع ومحو الأمية الموجودة فعلا وإزالتها من على الخريطة الثقافية هو ما نريد تحقيقه . ولكن بالإمكان محاربة تفشي الأمية بمحوها. لمحاربة الأمية و محوها يجب إطلاق حملة تطوعية مكثفة. في كل قرية, و مدينة يوجد بها عدد لا بأس به من طلاب المدارس الثانوية, المعاهد و الجامعات. ساعة تطوعية يوميا و ساعتين خلال العطلة الصيفية كفيلة بمحو الأمية خلال عامين. ولكن على الحكومة, رؤساء الجماعات المساعدة على تدبير أماكن خاصة لذلك.
لابد أن نتحد بعض الإجراءات التي يمكن أن تحد و لو بشكل محدود هده الإجراءات معمول بها في جل الدول الغربية منها
-نوقف التعامل مع كل أمي في مجتمعنا بحرمانه من بعض الامتيازات التي يتحصل عليها غيره حتى يهدم أميته و يعود إلى حظيرة المعرفة... فمثلا
-لا تمنح رخص قيادة السيارات إلا بعد اجتياز امتحان كتابي, و عملي في قيادة السيارات.
-عدم التصريح للامي بشراء سيارة
-عدم التصريح للامي بالسفر خارج البلاد إلى لحالة الطارئة.
-عدم التصريح للأمي بفتح حساب بنكي .
-لا يسمح للأطفال بالتغيب عن الدراسة، و يجب أن يسجل كل طفل فى مدرسة فور وصوله سن التعليم الإلزامي، و توقع عقوبات مالية على أهل الطفل إذا تغيب عن الدراسة قبل استكمال التعليم الإعدادي.



إن الأمية الأبجدية التي نتكلم عنها لا تعفينا من الاهتمام بأنواع أجد وأخطر من الأمية هي الأمية الوظيفية، أي حالة فقدان القدرة على أداء أعمال متقنة في سوق العمل وعدم التلاؤم مع احتياجاتها أصلاً، والأمية التقنية وهي نقص القدرة على التعامل مع التقنيات الجديدة والتكيف معها وخصوصاً تقنيات المعلومات والاتصالات التي أصبحت اليوم سمة من سمات العالم الرقمي والذي تحتاج "الجاهزية" فيه إلى تكوين مختلف عن التكوين الذي تعودنا على رؤيته في مدارسنا.

لقد أثبتت التجارب خلال العقود الماضية أنه من غير الممكن تحقيق هدف محو الأمية وأن ذلك يستوجب ليس فقط تكثيف الجهود بل وأيضاً تجديداً في الإرادة السياسية والعمل بشكل مختلف عن السابق وعلى جميع المستويات المحلي والوطني والدولي.
يشكّل محو الأميّة حقاً من حقوق الإنسان وأداة لتعزيز القدرات الشخصية وتحقيق التنمية البشرية والاجتماعية. فالفرص التعليمية تعتمد على محو الأميّة