إذا لم تجد موضوعك بامكانك كتابته في تعليق وسيكون متاحا في الموقع في أقل من 12 ساعة مع إرسال نسخة لك على بريدك الالكتروني أو أرسلــه لنـا
طلب العلم في الاسلام
على المسلم أن يتفقه في دينه، ويتعلم من أحكامه ما ينفعه، وما يسير به في طريق سوي، حتى لا تختلط عليه الأمور، ويلتبس عليه الحق بالباطل والحلال بالحرام.
ولهذا جاء في الحديث: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" والمراد: كل إنسان مسلم، ذكرا كان أو أنثى، فالمسلمة كالمسلم في طلب العلم بالإجماع، وإن لم يرد في الحديث بلفظ "مسلمة".
ولهذا جاء في الحديث: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" والمراد: كل إنسان مسلم، ذكرا كان أو أنثى، فالمسلمة كالمسلم في طلب العلم بالإجماع، وإن لم يرد في الحديث بلفظ "مسلمة".
إذا لم يتعلم المسلم، تكون النتيجة أنه يسير في طريق، ولكن غير الطريق السليم، يبتدع في الدين ما ليس منه، ويعبد الله على غير ما شرع، والله تعالى لا يريد من عباده أن يبتدعوا، لأن الله تعالى هو الشارع، وليس لهم أن يشرعوا في دينهم ما لم يأذن به الله. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة".
إذا لم يتعلم الإنسان دينه، فقد يحلل الحرام، ويحرم الحلال. يحرم على نفسه ما لم يحرم الله، ويبيح لنفسه أو لغيره ما حرمه الله. قد يرد الصحيح ويقبل الباطل، ويصوب الخطأ، ويخطئ الصواب، وقد رأيت هذا كثيرا وعانيته، فمن الناس من يرد حديثا ورد في البخاري بحديث لا أصل له، بعضهم رد الحديث: "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" وهو ثابت في صحيح البخاري، من أجل حديث "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" يعني عائشة، وهذا الحديث باطل كما حقق العلماء.
طرق لطب العلم :
فأول هذه الطرق: هو الكتب الإسلامية المعتمدة.
فكل مسلم أدرك حظا من العلم، ويحسن الفهم من الكتب، يجب عليه أن يقرأ منها ما يلائمه، وأن يتثقف، وأن يعي، ولكن هنا بعض الخطر، فهناك كتب محشوة بالإسرائيليات، وهناك كتب لا تخلو من أحاديث موضوعة أو منكرة، وهناك كتب فيها اتجاهات غير سليمة، ولهذا يجب ألا يقرأ المسلم من الكتب إلا ما هو موثق ومعتمد من عالم موثوق به في علمه، وفي سلامة اتجاهه، يعرف المسلم أن هذا الكتاب مقبول أن مرفوض، نافع أو ضار.
الطريقة الثانية:
هي مجالس العلم، ومجالسة العلماء، أن يستفيدوا من دروس العلم، كما قال لقمان لابنه: "يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن القلوب تحيى بالعلم كما تحيى الأرض الميتة بوابل المطر". الذي يحيي القلوب من العلم هو: العلم النافع، الذي يذكر بالله والدار الآخرة، ولهذا جاء في كثير من الأحاديث النبوية حث على مجالس الذكر، وأنها روضة من رياض الجنة: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: هي مجالس الذكر أو حلق الذكر" رواه الترمذي وحسنه.
والطريقة الثالثة للتعلم: أن يسأل المسلم فيما يعرض له من أمور، وما يعن له من مشكلات يومية، تشتبه عليه الأمور فيها، ولا يعرف أهي من الحلال أم من الحرام. لابد هنا أن يسأل أهل الذكر، وأهل العلم، كما أرشدنا الله تعالى في كتابه بقوله: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" أي ارجعوا إلى أهل المعرفة وأهل الخبرة، وهذه قاعدة في الحياة كلها، كما أن الإنسان، إذا مرض هو أو مرض ولده، يرجع إلى أهل الاختصاص في الطب، كذلك في كل أمر من الأمور ومنها أمور الدين.
أجر طلب العلم
أجر العلم لا ينقطع حتى بعد موت الإنسان؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له» ؛ الإنسان يعيش في هذه الحياة فترة، ثم بعد ذلك يموت وتنقطع حياته، ويتوقف عمله، إلا ثلاثة أمور لا تتوقف ولا تنقطع حتى بالموت؛ صدقة جارية: يكون قد تصدَّق في حياته صدقة يجري عليه ثوابها حتى بعد موته، علم ينتفع به يكون هو تعلَّم وعلَّم غيره، وما زال غيره يعلِّم غيرَه، فالناس تنتفع بهذا العلم، فيكون له الأجر والثواب حتى يوم القيامة، حتي لو علَّم أحدًا مسألة واحدة، ثم بعد ذلك هو نقلها لغيره، وغيرُه نقلها لغيره، وهكذا حتى يوم القيامة تكون في ميزان حسنات مَن؟ في ميزان حسنات الذي بدأ، أو يكون له ولد صالح يدعو له بالمغفرة والرحمة، ويستغفر له، فالله عز وجل يقبل هذا الدعاء ولكن من ولدٍ صالح ليس أي ولد، ليس ولد فاجر أو عاصٍ، وإنما ولدٌ صالح.
أمثلة من حرص السلف رضوان الله عليهم على العمل بالعلم:
"عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "قلتُ لفاطمةَ: لو أتيتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فسألتهِ خادمًا، فقد أجْهَدكِ الطَّحنُ والعملُ، قال حسين: إنه قدْ جهَدَكِ الطَّحنُ والعملُ، وكذلكَ قال أبو أحمدَ قالتْ: فانطلِقْ معي، قال: فانطلقتُ معها، فسألناهُ فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «ألا أدلُّكما على ما هو خيرٌ لكما مِنْ ذلكَ إذا أويْتُما إلى فراشِكُما، فسبِّحا اللهَ ثلاثًا وثلاثين، واحمداهُ ثلاثًا وثلاثينَ، وكبِّراهُ أربعًا وثلاثينَ، فتلكَ مائةٌ على اللسانِ وألفٌ في الميزانِ»، فقال عليٌّ رضي الله عنه: ما تركتُها بعدَ ما سمعتُها مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال رجلٌ: ولا ليلةَ صِفِّينَ قال: ولا ليلةَ صِفِّينَ".
0 تعليقات